حاتم أبوموسى المدير العام
عدد المساهمات : 26 نقاط : 75 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/01/2011 العمر : 34 الموقع : hatem-abu-musa.rigala.net
| موضوع: أهمية التنظيم النقابي للعلاقات العامة الإثنين يناير 10, 2011 2:04 pm | |
| د.وليد خلف الله
ويعد وجود التنظيم النقابي في حياة المهن المتخصصة دليلاً على نضجها واستواء العلاقة بينها وبين عملائها، بل إنه يعتبر إثباتً ا لعمق جذور هذه المهن في مجتمعاتها. كما أنه يعد شاهدًا على استمرار الحاجة إليها وعدم الاستغناء عنها بحث تحت عنوان:لنقابات المهنية و ضرورياتها: يرتبط التنظيم النقابي بتطور المهن المتخصصة في المجتمعات المعاصرة. ويعد وجود التنظيم النقابي في حياة المهن المتخصصة دليلاً على نضجها واستواء العلاقة بينها وبين عملائها، بل إنه يعتبر إثباتًا لعمق جذور هذه المهن في مجتمعاتها. كما أنه يعد شاهدًا على استمرار الحاجة إليها وعدم الاستغناء عنها. وقد أكد جيفري ميلرسون أنه لا تخلو أي مهنة من تنظيم نقابي مهني يخدم مصالحها, حيث أورد نموذجًا مكونًا من ست سمات أساسية لتحديد المهنة وشروطها, وهي 1. أن تكون هناك مهارة وخبرة بناء على معرفة نظرية. 2. أن هذه المهارات تستلزم تدريبًا وتعليمًا تخصصيًا. 3. أن الجدارة والكفاءة تثبت عن طريق الامتحان. 4. وجود نظام أخلاقي لتوجيه السلوك. 5. المصلحة العامة هي الأساس لأداء المهنة, أي أنه يتم أداء المهنة من أجل المصلحة العامة والخير العام. 6. وجود نسق "تنظيم مهني" يتم من خلاله تحقيق المهنية والنقابات. وهذا ما أكده أنس المختار في اشتراطه لاحتراف أية مهنة من وجود نقابة تضم من يزاول المهنة لتنظيم أعمالها والدفاع عن نشاطها وأعضائها. إضافةً إلى ذلك فإن التنظيم المهني هو الذي يمكن أن يحدد مدى توافر الصفات المهنية في العضو ومن ثم إمكانية السماح لـه بممارسة المهنة مع مراعاة التزام العضو بمنظومة من المعايير التي يحددها التنظيم المهني لاستمراره في ممارسة هذه المهنة وعلاقاته بالأعضاء الآخرين.وأن تجد الوسائل المناسبة لإلزام أعضائها بالمعايير الأخلاقية والمهنية التي تحددها، كما أن التكامل المهني يعني ملاحظة قواعد المهنة، خاصةً الميثاق التي تتبناه، بالإضافة إلى مواءمته للقيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية الذي تؤمن به المنظمات المهنية. وقد ارتبط ظهور النقابات المهنية بتطور نظام الطوائف الذي كان معمولاً به خلال الثورة الصناعية, وأصبح بعدها امتدادًا لأكاديميات البحث العلمي, حيث تقوم بتطبيقه بفكر تكنولوجي يتمشى مع مشاكل أداء المهنة ومتطلباتها, وهي تؤدي دورها بفاعلية من خلال ما تقدمه للجهة وممارسيها ومجتمعها من وظائف أساسية. وقادت دعوة الرئيس والبروفيسور "ويلسون" إلى تأسيس الجمعيات المهنية لمديري الإدارة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية التي كان هدفها التواصل ووضع المعايير المهنية وتطوير المهنة, والجهاد من أجل الإصلاح الإداري والسياسي- في ذلك الحين. ومن أكبر الجمعيات الحرفية المهنية: American Society of Public Administration (ASPA) والجمعية الأمريكية لإدارة الأعمال American Management Association (AMA) وتلا ذلك ظهور مؤسسات الاعتماد المهنية الأمريكية. ثمَّ ظهرت النقابات المختلفة في جميع المهن المتخصصة. وبهذا تعد النقابة أحد الأجهزة المشاركة في وضع السياسات الإعلامية في جوانبها المهنية والعملية, وأحيانًا تشارك مشاركةً فعالةً في وضع هذه السياسات, وتعني النقابة أساسًا بتنظيم حقوق الإعلاميين وحمايتهم, وتحديد التزاماتهم المهنية ومسئولياتهم وواجباتهم حيال المهنة وحيال المجتمع, ووضع أخلاقيات ومواثيق الشرف المهنية, ومراقبة تطبيقها إلى جانب الإشراف على الممارسة المهنية ذاتها. هذا بالإضافة إلى أن للنقابات المهنية وظائف أساسية للمهن, ومن بين هذه المهن مهنة العلاقات العامة, ولعل أهمها: 1. توفير نوعية من التدريب المهني أو اشتراط توفيرها عند التقدم لعضويتها على أساس الالتحاق بالعمل في مجال تخصصها ، ولا يتم إلا بعد الحصول على عضويتها, فهذه العضوية تعني اعتراف النقابة المهنية - أولاً- بأن هذا المهني أو ذاك أصبح قادرًا على الممارسة الفعلية للمهنة بكيفية ترفع من سمعته وسمعتها, وتخدم عملائه ومجتمعه. 2. توفير مستويات أخلاقية مهنية أفضل تضمن الممارسة السليمة للمهنة والعلاقات السليمة بين الممارسين والتعامل السليم مع عملائهم ومجتمعهم, مع توفير الالتزام بها التزامَا أمينًا ودقيقًا وصارمًا, ومع قدرتها على تحقيق هذا الالتزام بما تطبقه من عقوبات تأديبية قد تصل إلى إيقاف المخالف عن العمل بصفة مؤقتة أو دائمة. 3. توفير المقاييس المهنية السليمة والمتطورة, فلكل مهنة مجموعة من المقاييس تساير تطور المهنة وتحدث الأداء والممارسة, وتضع الضوابط وضمانات الاستخدام والممارسة, وتحدد الجهات المحققة لضمانها. وتتولى كل نقابة مهنية تجميع المقاييس وتصنيفها ومقارنتها بالمقاييس الدولية المماثلة. وتصدر بها توصيفًا للتعامل بها. 4. توفير الخدمات الصحية والاجتماعية لأعضائها ، فلم تعد النقابات المهنية تقصر نشاطها على الجانب المهني فقط, وإنما توسعت في نشاطها لتشمل جوانب أخرى تتصل بأشخاص الممارسين وعائلاتهم؛ لتضمن لهم حياةً آمنةً ومستقرةً, مما يوفر للمهنة ممارسًا سليمًا ومتفرغًا يعود على المهنة وعملائها ومجتمعها بآثار إيجابية لا يمكن إنكارها. وخلاصة القول ، كما يرى محمد محمد البادي بأنه إذا أردنا أن نطور مهنة العلاقات العامة وممارسيها, فإن إحدى القواعد الأساسية لهذا التطوير يتمثل في تحولها إلى النظام النقابي, فهو يمثل المطلع القوي إلى نجاح التطوير بالكيفية التي تتناسب مع واقعها ومتغيراتها وتحدياتها. أهمية التنظيم النقابي للعلاقات العامة: وعلي الرغم من الاعتراف بأهمية العلاقات العامة وضروريتها, والمتغيرات الحالية والمستقبلية التي تدعو إلى تطويرها والإفادة منها والتركيز عليها, فإنها عندما افتقدت التنظيم النقابي ؛ فقدت معه مكانتها وقوتها وثباتها, بل إنها بدت مهنة لا هوية لها, ولا غاية لها, ولا حاجة إليها ويؤكد واقع العلاقات العامة لكونها مهنة متخصصة - هذه الحقيقة - (وهذا يدل أيضًا على أهمية التنظيم النقابي لها وضروريته لها), ولعل أهمها ما يأتي: 1. تعدد مفاهيمها وتفاوت الأنشطة التي تقوم عليها، من حيث الاتساع والضيق وبين الاعتراف والإنكار خاصةً ما يتعلق بالتخطيط والتقويم. 2. افتقاد الرؤية الواضحة لنتائجها لعدم توفر المقاييس الدقيقة لأنشطتها والقادرة على إثبات فائدتها وأهميتها وجدواها. 3. تخلي الممارسين عن الأخلاقيات السليمة, وسيادة الاجتهادات الشخصية والعشوائية, والابتعاد بدرجة واضحة عن الممارسة العلمية المدروسة, حيث ساءت سمعتها بين الممارسين لها والمستفيدين منها. 4. عدم وضوح العلاقة بينها وبين المجتمع الذي تنتمي إليه والجماهير التي تخدمها, حيث ساء فهمها بين الجماهير, وانتشرت بينهم الإشاعات والاتهامات حول السلوكيات التي يقوم بها ممارسوها. 5. عدم وضوح العلاقة بينها وبين المنظمات التي تعمل لها وتخدمها, فظهرت مفاهيم عديدة داخل هذه المنظمات, وتداخلت مع مفاهيم العلاقات العامة وتطبيقاتها, وتجاهلتها الإدارة العليا, وقللت من شأنها, وساء فهمها لدورها, وضعفت رؤيتها لأهميتها. 6. ظهور سلوكيات سلبية بين الممارسين لها لأسباب عديدة منها: أ- سوء فهم مضمونها وكيفية ممارستها بطريقة علمية سليمة. ب- انضمام الكثير من لا دراسة لهم ولا خلفية علمية وخلقية تدعمهم. ج- ضعف النتائج التي يصلون إليها والقادرة على دعم مكانتهم داخل منظماتهم. إضافةً إلى ذلك انتشار العلاقات غير السوية بينهم, وما شابه ذلك من الأسباب التي إن دلت على شيء فإنها تدل على غياب التنظيم المهني الذي يدعمهم ويحكم حركتهم, ويوجههم ويحاسبهم. ويستنتج الباحث أنه في ظل تطور تكنولوجيا الاتصال الحديثة, وفي ظل التغيرات التقنية السريعة والمنافسات الخطيرة بين المنظمات المعاصرة, تكشف هذه التحديات الدور المتعاظم للعلاقات العامة ، خاصةً في ظل الخصخصة والعولمة الإعلامية الحديثة, فلا بد أن تطور إدارتها وعملائها وممارسيها, ولن يحدث هذا إلا بوجود تنظيم مهني يحكم تطورها بالكيفية المناسبة, ويحافظ عليها وعلى ممارسيها. ويؤكد محمد محمد البادي – كذلك - أن كل هذه الاعتبارات تجزم بأهمية الاتجاه إلى تنظيم نقابي للعلاقات العامة مماثل لما انتهى إليه تطور المهن المتخصصة الأخرى, التي اكتسبت بتنظيماتها النقابية مكانتها واحترامها داخل مجتمعاتها. وتتفق الدراسة مع محمد محمد البادي في أن التنظيم النقابي خيار وحيد أثبت نجاحه في المهن الأخرى, ويمكن أن يكون نجاحًا في مهنة العلاقات العامة إذا توفرت لقيامه وتطبيقه الاعتبارات اللازمة لذلك . | |
|